فصل: مناسبة الآية لما قبلها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.تفسير الآية رقم (83):

قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ الله يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

.قال البقاعي:

ولما كان المدرك لكل نبي إنما هم أمة النبي الذي قبله، وكانوا يكذبونه ويخالفونه قال- خاتمًا لهذه القصص بعد الشهادة بنفسه المقدسة بما بدأها به في قوله: {شهد الله} الآية إلى {أن الدين عند الله الإسلام} على وجه الإنكار والتهديد عاطفًا على ما دل عليه السياق-: {أفغير} أي أتولوا ففسقوا، فتسبب عن ذلك أنهم غير دين الله، وأورد بأن تقديم غير يفهم أن الإنكار منحط على طلبهم اختصاصًا لغير دين الله، وليس ذلك هو المراد كما لا يخفى، وأجيب بأن تقديمه الاهتمام بشأنه في الإنكار، والاختصاص متأخر مراعاته عن نكبة غيره- كما تقرر في محله {دين الله} الذي اختص بصفات الكمال {يبغون} أي يطلبون بفسقهم، أو أتوليتم- على قراءة الخطاب {وله} أي والحال أنه له حاصة {أسلم} أي خضع بالانقياد لأحكامة والجري تحت مراده وقضائه، لا يقدرون على مغالبة قدره بوجه {من في السموات والأرض} وهم من لهم قوة الدفاع بالبدن والعقل فكيف بغيرهم {طوعًا} بالإيمان أو بما وافق أغراضهم {وكرهًا} بالتسليم لقهره في إسلام أحدهم وإن كثرت أعوانه وعز سلطانه إلى أكره ما يكره وهو صاغر داخر، لا يستطيع أمرًا ولا يجد نصرًا {وإليه يرجعون} بالحشر، لا تعالجون مقرًا ولا تلقون ملجأ ولا مفرًا، فإذا كانوا كذلك لا يقدرون على التفصي من قبضته بنوع قوة ولا حيلة في سكون ولا حركة فكيف يخالفون ما أتاهم من أمره على ألسنة رسله وقد ثبت أنهم رسله بما أتى به كل منهم من المعجزة! ومن المعلوم أن المعاند للرسول صلى الله عليه وسلم معاند للمرسل. اهـ.

.قال الفخر:

اعلم أنه تعالى لما بيّن في الآية الأولى أن الإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام شرع شرعه الله وأوجبه على جميع من مضى من الأنبياء والأمم، لزم أن كل من كره ذلك فإنه يكون طالبًا دينًا غير دين الله، فلهذا قال بعده {أَفَغَيْرَ دِينِ الله يَبْغُونَ}. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

قرأ حفص عن عاصم {يَبْغُونَ} و{يَرْجِعُونَ} بالياء المنقطة من تحتها، لوجهين:
أحدهما: ردًا لهذا إلى قوله: {وأولئك هُمُ الفاسقون} [آل عمران: 82].
والثاني: أنه تعالى إنما ذكر حكاية أخذ الميثاق حتى يبين أن اليهود والنصارى يلزمهم الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، فلما أصروا على كفرهم قال على جهة الاستنكار {أَفَغَيْرَ دِينِ الله يَبْغُونَ} وقرأ أبو عمرو {تبغون} بالتاء خطابًا لليهود وغيرهم من الكافر و{لاَ يَرْجِعُونَ} بالياء ليرجع إلى جميع المكلفين المذكورين في قوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَن في السموات والأرض} وقرأ الباقون فيهما بالتاء على الخطاب، لأن ما قبله خطاب كقوله: {ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ} [آل عمران: 81] وأيضا فلا يبعد أن يقال للمسلم والكافر ولكل أحد: أفغير دين الله تبغون مع علمكم بأنه أسلم له من في السموات والأرض، وأن مرجعكم إليه وهو كقوله: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تتلى عَلَيْكُمْ ءايات الله وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} [آل عمران: 101]. اهـ.

.قال ابن عادل:

الجمهور يجعلون الهمزة مقدَّمةً على الفاء، للزومها الصدر، والزمخشري يقرها على حالها، ويُقدِّر محذوفًا قبلها، وهنا جوَّز وجهين:
أحدهما: أن تكون الفاء عاطفةً جملة على جملة، والمعنى: فأولئك هم الفاسقون، فغير دين الله يبغون، ثم توسطت الهمزة بينهما.
والثاني: أن تعطف على محذوف، تقديره أيتولون، فغير دين الله يبغون؟ لأن الاستفهام إنما يكون عن الأفعال والحوادث، وهو استفهام استنكار، وقدم المفعول- الذي هو غير- على فعله؛ لأنه أهم من حيث أن الإنكار- الذي هو معنى الهمزة- مُتَوَجِّه إلى المعبود الباطل، هذا كلام الزمخشريِّ.
قال أبو حيان: ولا تحقيق فيه؛ لأن الإنكار- الذي هو معنى الهمزة- لا يتوجه إلى الذوات، وإنما يتوجه إلى الأفعال التي تتعلق بالذوات، فالذي أنكر إنما هو الابتغاء، الذي متعلقه غير دين الله، وإنما جاء تقديم المفعول من باب الاتساع، ولشبه {يبغون} بالفاصلة، فأخَّرَ الفعلُ.
وقرأ أبو عمرو وحفص عن عاصم {يَبْغُونَ} من تحت- نسقًا على قوله: {هُمُ الفاسقون} [آل عمران: 82] والباقون بتاء الخطاب، التفاتًا لقوله: {لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} [آل عمران: 81] ولقوله: {أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ} [آل عمران: 81].
وأيضا فلا يبعد أن يُقال للمسلم والكافر، ولكل أحد: أفغير دين الله تبغون مع علمكم أنه أسلم له مَنْ في السموات والأرض وأن مَرْجعكم إليه؟ ونظيره قوله: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تتلى عَلَيْكُمْ آيَاتُ الله وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} [آل عمران: 101]. اهـ.

.قال الفخر:

الهمزة للاستفهام والمراد استنكار أن يفعلوا ذلك أو تقرير أنهم يفعلونه، وموضع الهمزة هو لفظة {يَبْغُونَ} تقديره: أيبغون غير دين الله؟ لأن الاستفهام إنما يكون عن الأفعال والحوادث، إلا أنه تعالى قدم المفعول الذي هو {غَيْر دِينِ الله} على فعله، لأنه أهم من حيث أن الإنكار الذي هو معنى الهمزة متوجه إلى المعبود الباطل وأما الفاء فلعطف جملة على جملة وفيه وجهان أحدهما: التقدير: فأولئك هم الفاسقون، فغير دين الله يبغون.
واعلم أنه لو قيل أو غير دين الله يبغون جاز إلا أن في الفاء فائدة زائدة كأنه قيل: أفبعد أخذ هذا الميثاق المؤكد بهذه التأكيدات البليغة تبغون؟. اهـ.
فصل:
قال الفخر:
روي أن فريقين من أهل الكتاب اختصموا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيما اختلفوا فيه من دين إبراهيم عليه السلام، وكل واحد من الفريقين ادعى أنه أولى به، فقال عليه الصلاة والسلام: «كلا الفريقين برئ من دين إبراهيم عليه السلام» فقالوا: ما نرضى بقضائك ولا نأخذ بدينك فنزلت هذه الآية، ويبعد عندي حمل هذه الآية على هذا السبب لأن على هذا التقدير تكون هذه الآية منقطعة عما قبلها، والاستفهام على سبيل الإنكار يقتضي تعلقها بما قبلها، فالوجه في الآية أن هذا الميثاق لما كان مذكورًا في كتبهم وهم كانوا عارفين بذلك فقد كانوا عالمين بصدق محمد صلى الله عليه وسلم في النبوّة فلم يبق لكفرهم سبب إلا مجرد العداوة والحسد فصاروا كإبليس الذي دعاه الحسد إلى الكفر، فأعلمهم الله تعالى أنهم متى كانوا طالبين دينًا غير دين الله، ومعبودًا سوى الله سبحانه، ثم بيّن أن التمرد على الله تعالى والإعراض عن حكمه مما لا يليق بالعقلاء فقال: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَن في السموات والأرض طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}. اهـ.

.قال ابن عادل:

قوله: {وله أسلم من في السموات} جملةٌ حاليةٌ، أي: كيف يبغون غير دينه، والحال هذه، وفي قوله: {طوعًا وكرهًا} وجهان:
أحدهما: أنهما مصدران في موضع الحال، والتقدير: طائعين وكارهين.
الثاني: أنهما مصدران على غير المصدر، قال ابو البقاء: لأن {أسْلَمَ} بمعنى انقاد، وأطاع وتابعه أبو حيان على هذا.
وفيه نظرٌ؛ من حيث إن هذا ماشٍ في {طَوْعًا} لموافقته معنى الفعل قبله، وأما {كَرْهًا}، كيف يقال فيه ذلك؟ والقول بأنه يُغتفر في التوالي ما لا يُغْتَفَر في الأوائل، غير نافع هنا.
ويقال يطاع يطوع، وأطاع يُطيع بمعنى، قاله ابن السِّكيتِ، وقول: طاعه يطوعه: انقاد له، وأطاعه، أي: رضي لأمره، وطاوعه، أي: وافقه.
قرأ الأعمش: {وَكُرْهًا}- بالضم- وسيأتي أنها قراءة الأخوين في سورة النساء. اهـ.

.قال الفخر:

الإسلام، هو الاستسلام والانقياد والخضوع.
إذا عرفت هذا ففي خضوع كل من في السموات والأرض لله وجوه:
الأول: وهو الأصح عندي أن كل ما سوى الله سبحانه ممكن لذاته وكل ممكن لذاته فإنه لا يوجد إلا بإيجاده ولا يعدم إلا بإعدامه فإذن كل ما سوى الله فهو منقاد خاضع لجلال الله في طرفي وجوده وعدمه، وهذا هو نهاية الانقياد والخضوع، ثم إن في هذا الوجه لطيفة أخرى وهي أن قوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ} يفيد الحصر أي وله أسلم كل من في السموات والأرض لا لغيره، فهذه الآية تفيد أن واجب الوجود واحد وأن كل ما سواه فإنه لا يوجد إلا بتكوينه ولا يفنى إلا بإفنائه سواء كان عقلًا أو نفسًا أو روحًا أو جسمًا أو جوهرًا أو عرضًا أو فاعلًا أو فعلًا، ونظير هذه الآية في الدلالة على هذا المعنى قوله تعالى: {وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن في السموات والأرض} [الرعد: 15] وقوله: {وَإِن مّن شيء إِلاَّ يُسَبّحُ بِحَمْدَهِ} [الإسراء: 44].
الوجه الثاني: في تفسير هذه الآية أنه لا سبيل لأحد إلى الامتناع عليه في مراده، وإما أن ينزلوا عليه طوعًا أو كرهًا، فالمسلمون الصالحون ينقادون لله طوعًا فيما يتعلق بالدين، وينقادون له كرهًا فيما يخالف طباعهم من المرض والفقر والموت وأشباه ذلك، وأما الكافرون فهم ينقادون لله تعالى على كل حال كرهًا لأنهم لا ينقادون فيما يتعلق بالدين، وفي غير ذلك مستسلمون له سبحانه كرهًا، لأنه لا يمكنهم دفع قضائه وقدره.
الثالث: أسلم المسلمون طوعًا، والكافرون عند موتهم كرهًا لقوله تعالى: {فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إيمانهم لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا} [غافر: 85].
الرابع: أن كل الخلق منقادون لإلهيته طوعًا بدليل قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السموات والأرض لَيَقُولُنَّ الله} [لقمان: 25] ومنقادون لتكاليفه وإيجاده للآلام كرهًا.
الخامس: أن انقياد الكل إنما حصل وقت أخذ الميثاق وهو قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبّكُمْ قَالُواْ بلى} [الأعراف: 172].
السادس: قال الحسن: الطوع لأهل السموات خاصة، وأما أهل الأرض فبعضهم بالطوع وبعضهم بالكره، وأقول: أنه سبحانه ذكر في تخليق السموات والأرض هذا وهو قوله: {فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائتيا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 11] وفيه أسرار عجيبة. اهـ.

.قال ابن كثير:

المؤمن مستسلم بقلبه وقالبه لله، والكافر مستسلم لله كرها، فإنه تحت التسخير والقهر والسلطان العظيم، الذي لا يخالف ولا يمانع. اهـ.

.قال ابن عادل:

وقيل: كل الخلق منقادون للإلهية طوعًا، بدليل قوله: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السماوات والأرض لَيَقُولُنَّ الله} [لقمان: 25] ومنقادون لتكاليفه وإيجاده للآلام كرهًا.
قوله: {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} يجوز أن تكون هذه الجملةُ مستأنفةً، فلا محل لها، وإنما سيقت للإخبار بذلك. اهـ.

.من أقوال المفسرين في قوله: {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}:

.قال الفخر:

أما قوله: {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} فالمراد أن من خالفه في العاجل فسيكون مرجعه إليه، والمراد إلى حيث لا يملك الضر والنفع سواه هذا وعيد عظيم لمن خالف الدين الحق. اهـ.

.قال ابن عادل:

قوله: {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} يجوز أن تكون هذه الجملةُ مستأنفةً، فلا محل لها، وإنما سيقت للإخبار بذلك؛ لتضمنها معنى التهديد العظيم، والوعيد الشديد. ويجوز أن تكون معطوفة على الجملة من قوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ} فتكون حالًا- أيضا- ويكون المعنى: أنه نَعَى عليهم ابتغاء غير دين من أسلم له جميع من في السموات والأرض- طائعين ومكرهين- ومن مرجعهم إليه.
قرأ حفص- عن عاصم- {يُرْجَعُونَ} بياء الغيبة- ويحتمل ذلك وجوهًا:
أحدها: أن يعود الضمير على {مَنْ أَسْلَمَ}.
الثاني: أن يعود على من عاد عليه الضمير في {يَبْغُونَ} في قراءة من قرأ بالغيبة، ولا التفات في هذين.
والثالث: أن يعود على من عاد عليه الضمير في {تَبْغُونَ}- في قراءة الخطاب- فيكون التفاتًا حينئذ. وقرأ الباقون- {تبغون}- بالخطاب- وهو واضح، ومن قرأه بالغيبة كان التفاتًا منه.
ويجوز أن يكون التفاتًا من قوله: {مَن فِي السماوات والأرض}. اهـ.

.قال الطبري:

وأولى ذلك بالصواب، قراءةُ من قرأ: {أفغير دين الله تبغون} على وجه الخطاب {وإليه تُرجعون} بالتاء. لأن الآية التي قبلها خطابٌ لهم، فإتباعُ الخطاب نظيرَه، أولى من صرف الكلام إلى غير نظيره. وإن كان الوجه الآخر جائزًا، لما قد ذكرنا فيما مضى قبل: من أن الحكاية يخرج الكلام معها أحيانًا على الخطاب كله، وأحيانًا على وجه الخبر عن الغائب، وأحيانًا بعضُه على الخطاب، وبعضُه على الغيبة، فقوله: {تبغون} و{إليه ترجعون} في هذه الآية، من ذلك.
وتأويل الكلام: يا معشرَ أهل الكتاب {أفغيرَ دين الله تبغون}، يقول: أفغير طاعة الله تلتمسون وتريدون، {وله أسلم من في السماوات والأرض}، يقول: وله خَشع من في السموات والأرض، فخضع له بالعبودة، وأقرّ له بإفراد الربوبية، وانقاد له بإخلاص التوحيد والألوهية {طوْعًا وكرهًا}، يقول أسلم لله طائعًا من كان إسلامه منهم له طائعًا، وذلك كالملائكة والأنبياء والمرسلين، فإنهم أسلموا لله طائعين {وكرهًا}، من كان منهم كارهًا. اهـ.

.قال الفخر:

قال الواحدي رحمه الله: الطوع الانقياد، يقال: طاعه يطوعه طوعًا إذا انقاد له وخضع، وإذا مضى لأمره فقد أطاعه، وإذا وافقه فقد طاوعه، قال ابن السكيت: يقال طاع له وأطاع، فانتصب طوعًا وكرهًا على أنه مصدر وقع موقع الحال، وتقديره طائعًا وكارهًا، كقولك أتاني راكضًا، ولا يجوز أن يقال: أتاني كلامًا أي متكلمًا، لأن الكلام ليس يضرب للإتيان، والله أعلم. اهـ.